الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة لقاء مع الشاعر شوقي البرنوصي إحتفاء بصدور مجموعته الشعرية الأولى "كسرت المرآة بأجنحتي"

نشر في  09 أكتوبر 2014  (16:36)

نظّم نادى الطاهر الحداد ضمن نشاطه الادبي حفل توقيع المجموعة الشعرية الأولى للشاعر شوقي البرنوصي "كسرت المرآة بأجنحتي" الصادرة عن دار كارم الشريف للنشر. وتولى الروائي والاعلامي كمال الرياحى تقديم الشاعر ومحاورته لتتخلل اللقاء بعض القراءات الشعرية من هذه المجموعة. 

شوقي البرنوصي من مواليد العاصمة 1977 متحصل على شهادة مهندس كهرباء بدأ كتابة الشعر سنة 1991، عضو سابق بنادى بيت القصيد ببيت الشعر بتونس وعضو مؤسس لصالون الديكامرون للاداب والفنون بدار الثقافة ابن خلدون، نشر في العديد من المجلات الأدبية والشعرية.

وقد تعرض الحوار الى العديد من المحاور حاول فيها الرياحي الغوص في اعماق الشاعر وتجربته الشعرية لمعرفة طرق تفكيره ومنابع ولادة الشعر عنده، وبدأها كمال الرياحي بعلاقة الشعر بالوجودية انطلاقا من اسمه ومنابعه الصوفية (الشوق/البرنص) انتهاء بذلك النفس الوجودي في بعض قصائده مثل القصيدة التي تحمل عنوان الديوان " كسرت المرآة باجنحتي"
" اهمس في السر على الظل تنعكس الصور
تنسلخ الالوان من نفسها فأذوب من شفافية السؤال:
من انت ومن تكون"
ومن النفس الوجودي، إنتقل الرياحي الى علاقة الشعر بالموت، فما هو موقف الشاعر من الموت؟ ومثّل ذلك مدخلا للحديث عن تجربة الموت في هذه المجموعة. كما تطرق الرياحى في محور آخر الى علاقة الشعر بالايديولوجيا، فكيف تعامل الشاعر مع الانفجار السياسي الذي تعيشه البلاد وماهو موقفه من ذلك انتماءاته. هذا وخاض معه في علاقة الشعر باليومي والمعيش انطلاقا من قصيدته "في المطلقة"، ومن هنا كان منطلق سؤال المحور عن منابع القصيدة: من اين تتولد القصيدة عند شوقي البرنوصي؟

 ثم تطرق الرياحي الى الشعر وعلاقته بالحداثة والتحديث من خلال ادخال معجم جديد غريب عن جمالية الشعر العربي حيث يحلو لشوقي البرنوصي ادخال معجم الميكانيكا في شعره تأثرا بدراسته وعالمه المهنى. فكيف كان موقفه وموقف المتلقي من هذه المغامرة وذلك انطلاقا من بعض قصائده كقصيدة "البرغي" و"محرك ديزل ". كما تطرق الى موضوع الشعر والميتافيزيقا، هل البرنوصي كائن ميتافيزيقي ثم تحول به الرياحي الى العالم الافتراضى ودور الشعر في الخروج من الوحدة وهل أنّ كتابة الشعر هي الحل؟

وكمحور أخير، تحدث كمال الرياحى عن علاقة الشعر بالرواية انطلاقا من قولة الجاحظ "النثر فضاح الشعراء"، وبما انّ الشاعر شوقي البرنوصى يدخل تجربة جديدة وهي كتابة الرواية، سأل الرياحى هل هذا التلوين في الكتابة هو اليأس من الشعر حيث ان الاستعارة في الواقع اقوى مما هي في الشعر ام هو مجرد الدخول في التجربة؟

وتفاعل الشاعر شوقي البرنوصي مع الاسئلة وقال انّه يريد من خلال كتابة الشعر ان يترك بصمة في هذا العالم بتجربة جديدة ومختلفة، ويرى انّ الشاعر يمكن ان يتميز بخلق جمالية جديدة مختلفة وغير مكرّرة ويؤكد على عدم انتمائه لاي منظومة سياسية فهو يكتب لانّ الكتابة فيها مساحة من الحرية ومعها يستطيع ان يعبر عما يريد، وبالتالى فالشعر عنده حالة تنبع من الداخل وتخرجه من الوحدة والانكسارات اليومية. يجد في الشعر متعة وفي الكتابة مخرجا من الركود والجمود ويرى انه لا يمتلك الحقيقة بقدر تأويلها في شعره "انا لا املك الحقيقة، انا املك تأويل الحقيقة" واكد انه كائن غير ميتافيزيقي لكنه في بعض قصائده يلتجأ للميتافيزيقا كمنبع لبعض الافكار.

وعن ادخاله لمعجم الميكانيك، فأكد البرنوصي انه يستعمله لطرافته وليقول بطريقة اخرى، فهو لا يأخذ المعجم في حد ذاته انما الصورة التي يمكن ان تختزل حياة الانسان التي يراها شبيهة بمحرك الديزل في مراحلها.

وعن كتابة الرواية قال البرنوصي انه يريد ان يختبر طول نفسه وان يجرب نوعا آخر من الكتابة التي تمكنه من التعبير بطريقة اخرى عن مشاغل العالم فالرواية ارحب صدرا من الاجناس الاخرى، ولكنه يؤكد انه لن يتحول عن الشعر كما بعض الشعراء، وسيظل يكتب الشعر لانّه التعبيرة الاقرب الى نفسه. 
وانتهى اللقاء بالحوار مع الجمهور وتوقيع الديوان من قبل الشاعر. 

ابتســـــــــــــــــــــــام القشوري